25‏/11‏/2012

الفصل الثاني: أ - العلاقات (1\2)

الزواج رحلة تكتشف بها ذاتك وترفع بها وعيك مع إعطاء مساحة لشريك لرفع وعيه أيضًا. الزواج مرآة تعكس نظرة شخصين لبعضهما على مستوى الروح. يمكننا تعريف العلاقة المثالية بمصطلحات كالحب المطلق والثقة التامة لكن في الواقع هي منهج له منعطفات حتى في أفضل احتمالاته. إن الأزواج الذين كانوا يحبون بعضهم والآن غير سعداء أضاعوا الطريق الصحيح عند هذه المنعطفات.

سنقسّم العلاقات إلى قسمين: العلاقات المتدهورة والعلاقات الواعية.

  • العلاقات المتدهورة

تتدهور العلاقات عند ظهور الأعراض التالية:

- الإسقاطات: شريكك هو الذي يجعلك تغضب وتُحبَط. أصغر إيماءة منه تجعلك ترى كل ما لا تحب، وترى الأمر خارج نطاق تحكمك لأنه هو السبب!

- إطلاق الأحكام: تتصيد الأفعال وتفسرها بطريقة سيئة. تشعر بقلة الاحترام من الآخر أو برغبة شديدة للّوم. ترى أنك أنت صواب والآخر خطأ.

- الاتكالية: شريكك يملأ فراغات حياتك ومعا تشكلان شخصا واحدا. جميل لكن المشكلة في شعورك أنك مربوط بهذاالشخص وبدونه تشعر أن ذاتك ناقصة!

- كثرة التخلي: من أجل أن تستمر علاقتك بهذا الشخص تضطر للتخلي عن الكثير مما تحب، ورضا الشخص الآخر عن صفاتك هو ما يحدد لك قيمتك واحترامك لذاتك.

- كثرة التمسك: التحكم في كل شيء. أنت الصواب. تلوم الآخر دائما ودائما تجد العذر لنفسك. نادرًا ما تستشير. تُشعر الآخر بأنه أقل أهمية منك.

في هذا الصنف من العلاقات تزداد العلاقة سوءًا مع الأيام حيث تعكس الأفعال السابقة أن الزوجين في مرحلة الوعي المتناقض وكنتيجة لذلك تكون ردود الفعل العفوية في حياتهم هي الغضب والمقاومة واللوم والملل.

الزواج ليس عقد بين مَلَكَيْن منزهين من الأخطاء. تراكم الأيام والساعات والدقائق التي تقضونها معًا وكيفية تأقلمك مع شريك حياتك من دقيقة لأخرى يصنع مجموع علاقتك. إن التأقلم مع الآخر يحتاج لمهارة ويمكن تعلمها. ما تحتاجه هو الاتصال بالآخر على مستوى أعمق؛ مستوى الروح. من هناك ينبعث الحب والتفهم بعفوية.

دون أن تلوم نفسك أو شريكك، تأمل بواقعية ما ذكرناه من أعراض. اطمئن، يمكنك بسهولة تجاوزها مع توسع الوعي.


===
ترجمته بتصرف من كتاب
Spiritual Solutions
by Deepak Chopra