قال الخيّال لصديقه: فلنتوجه إلى الجبل
أنوي أن أبرهن لك أن الله لا يعرف سوى التطلّب
فأجاب الآخر: لا بأس. سأرافقك لأُظهر إيماني
وفي الليل بلغا قمة الجبل
وتناهى إليهما صوت في الظلام
حمّلا حصانيكما بالحجارة المتناثرة على الأرض
قال الخيّال الأول: أرأيت؟! لا يكفي أننا فرغنا للتو من التسلق
ويريد أن يُثقل من حملنا ! إني أُعرض عن أمره
أما الخيّال الثاني فاستجاب
عندما وصلا أخيرًا أسفل الجبل، بزغ الفجر
وإذا بشعاعات الشمس تنعكس بريقًا على الأحجار
كانت ألماسًا خالصًا
إن قرارات الله أحيانًا غامضة
لكنها تكون دومًا في صالحنا
---
مكتوب
باولو كويلو
*هامش:
أرجو أن لا تفهم من هذه القصة أن خلف كل شقاء يصيبك سبب إلهي
وتستمر حياتك بين كآبة وتعاسة وشقاء وتظن أن الله هو من يريد بك ذلك
وكما يفسرها كثير من أهل الدين: اللي حياته مصايب يعني الله يحبه
واستدلالهم الغريب بحديث (إذا أحب الله عبدًا ابتلاه)
فالابتلاء ليس مشروطًا بالبلاوي، بل يكون أيضًا بالنعيم
وسيدنا سليمان ملك من كنوز الأرض ما لم ولن يملكه أحد. وذلك من البلاء
أنت المسؤول عن كل الأحداث التي تحدث لك في حياتك
سواء تسببت بها بوعي أو بغير وعي وليس هنا المجال لشرح ذلك
المقصود من مثل هذه القصة هي تلك الأحداث الغريبة التي تحدث لنا أحيانًا
تلك الأبواب التي تُقفل في وجهنا رغم صدق نوايانا وطهرها
تلك الفرص التي نكون مؤهلين ومستعدين لها ونسعى لها فيبعدها الله عنا
تلك الأشياء التي تبدو رائعة .. تبدو صوابًا .. تبدو خيرًا
ثم يصرفها الله عنا .. فنستغرب .. ونُصدم .. ونُجرَح ..
ونبقى حائرين: لماذا حدث ذلك؟
لأن الله يعلم ما هو قادم في الطريق .. ويعلم كل الاحتمالات
ولعله علم أن ما اخترته سيكون شرًا لك في المستقبل
رغم جماله وخيرته في نظرك الآن
أنت لا ترى من الأمور إلا المدى القصير منها
والله يرى المدى البعيد بكل احتمالاته
ثق بقراراته .. وواصل مسيرك ولا تلتفت للوراء
لك اللحظة التي أنت فيها فعشها بكل الحب
وثق بأن الخير لك قادمٌ حتمًا
(.. إنْ يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا مما أُخِذ منكم ..)
الأنفال 70
جالت بخاطري فكتبتها .. عذرا على الإطالة
أنوي أن أبرهن لك أن الله لا يعرف سوى التطلّب
فأجاب الآخر: لا بأس. سأرافقك لأُظهر إيماني
وفي الليل بلغا قمة الجبل
وتناهى إليهما صوت في الظلام
حمّلا حصانيكما بالحجارة المتناثرة على الأرض
قال الخيّال الأول: أرأيت؟! لا يكفي أننا فرغنا للتو من التسلق
ويريد أن يُثقل من حملنا ! إني أُعرض عن أمره
أما الخيّال الثاني فاستجاب
عندما وصلا أخيرًا أسفل الجبل، بزغ الفجر
وإذا بشعاعات الشمس تنعكس بريقًا على الأحجار
كانت ألماسًا خالصًا
إن قرارات الله أحيانًا غامضة
لكنها تكون دومًا في صالحنا
---
مكتوب
باولو كويلو
*هامش:
أرجو أن لا تفهم من هذه القصة أن خلف كل شقاء يصيبك سبب إلهي
وتستمر حياتك بين كآبة وتعاسة وشقاء وتظن أن الله هو من يريد بك ذلك
وكما يفسرها كثير من أهل الدين: اللي حياته مصايب يعني الله يحبه
واستدلالهم الغريب بحديث (إذا أحب الله عبدًا ابتلاه)
فالابتلاء ليس مشروطًا بالبلاوي، بل يكون أيضًا بالنعيم
وسيدنا سليمان ملك من كنوز الأرض ما لم ولن يملكه أحد. وذلك من البلاء
أنت المسؤول عن كل الأحداث التي تحدث لك في حياتك
سواء تسببت بها بوعي أو بغير وعي وليس هنا المجال لشرح ذلك
المقصود من مثل هذه القصة هي تلك الأحداث الغريبة التي تحدث لنا أحيانًا
تلك الأبواب التي تُقفل في وجهنا رغم صدق نوايانا وطهرها
تلك الفرص التي نكون مؤهلين ومستعدين لها ونسعى لها فيبعدها الله عنا
تلك الأشياء التي تبدو رائعة .. تبدو صوابًا .. تبدو خيرًا
ثم يصرفها الله عنا .. فنستغرب .. ونُصدم .. ونُجرَح ..
ونبقى حائرين: لماذا حدث ذلك؟
لأن الله يعلم ما هو قادم في الطريق .. ويعلم كل الاحتمالات
ولعله علم أن ما اخترته سيكون شرًا لك في المستقبل
رغم جماله وخيرته في نظرك الآن
أنت لا ترى من الأمور إلا المدى القصير منها
والله يرى المدى البعيد بكل احتمالاته
ثق بقراراته .. وواصل مسيرك ولا تلتفت للوراء
لك اللحظة التي أنت فيها فعشها بكل الحب
وثق بأن الخير لك قادمٌ حتمًا
(.. إنْ يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا مما أُخِذ منكم ..)
الأنفال 70
جالت بخاطري فكتبتها .. عذرا على الإطالة