رأيت من البلاء العجيب أن المؤمن يدعو فلا يُجاب
فيكرر الدعاء وتطول المدة ولا يرى أثراً للإجابة
فينبغي أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر
وما يُعرض للنفس من الوساوس في تأخير الجواب
مرض يحتاج إلى طب
وقد تعرضت لذلك، فنزلت بي نازلة
فدعوت وأكثرت من الدعاء، ولم أر الإجابة
فأخذ إبليس يجول بكيده
فتارة يقول: الكرم واسع فلم تأخير الإجابة ؟
فقلت: اخسأ يا لعين. فلست أرضاك وكيلاً
ثم قلت في نفسي
لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يمتحنك الله
في محاربة الشيطان، لكُفي في الحكمة
فقالت لي نفسي
فلم تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة ؟
فقلت: لعلّه لأحد هذه الأسباب
فربما رأيت الشيء مصلحة، والحق أن الحكمة لا تقتضيه
وقد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب
من أشياء تؤذي في الظاهر يقصد بها المصلحة
فلعل هذا من ذاك
وللمالك التصرف بالمنع والعطاء
فلا وجه للاعتراض عليه
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم
{لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل، يقول: دعوت فلم يُستجب لي}
مسند الإمام أحمد
فربما يكون في مأكولك شبهة
أو قلبك وقت الدعاء في غفلة
أو تُمنع حاجتك لذنبٍ ما صدقت في التوبة منه
فابحث عن بعض هذه الأسباب لعلك توقن المقصود
فربما كان في حصوله زيادة إثم
أو تأخير عن مرتبة خير
فكان المنع أصلح
وقد رُوي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو
فهتف به هاتف: إنك إن غزوت أُسرت، وإن اُسرت تنصّرت
وهذا هو الظاهر، بدليل أنه لولا هذه النازلة
ما رأيناك على باب اللجأ
فالحق عز وجل عَلِم من الخلق اشتغالهم بالبر عنه
فلذعهم من خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه يستغيثون به
وهذا بحد ذاته من النعم في طي البلاء
*تفصيل
بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن مستجاب الدعوة دائماً
ولكنه وضح كيفية الاستجابة،
قال عليه الصلاة والسلام:
(ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل به دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها) قالوا: إذا نُكثّر. قال: (الله أكثر).
صحيح المسند 421
إما بإجابة الطلب في الدنيا
أو تأجيله إلى الآخرة
أو يُدفع عن المؤمن من البلاء ما يوازي دعاءه
ولذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول
(إني لا أعوّل همّ الإجابة، ولكني أعوّل همّ الدعاء)
لذلك يجب على المؤمن أن لا يعجز من الدعاء
واعلم إن لم تر ما تطلبه يتحقق، أن الله قد ادّخر لك ما هو أفضل
فيكرر الدعاء وتطول المدة ولا يرى أثراً للإجابة
فينبغي أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر
وما يُعرض للنفس من الوساوس في تأخير الجواب
مرض يحتاج إلى طب
وقد تعرضت لذلك، فنزلت بي نازلة
فدعوت وأكثرت من الدعاء، ولم أر الإجابة
فأخذ إبليس يجول بكيده
فتارة يقول: الكرم واسع فلم تأخير الإجابة ؟
فقلت: اخسأ يا لعين. فلست أرضاك وكيلاً
ثم قلت في نفسي
لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يمتحنك الله
في محاربة الشيطان، لكُفي في الحكمة
فقالت لي نفسي
فلم تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة ؟
فقلت: لعلّه لأحد هذه الأسباب
- أولًا
فربما رأيت الشيء مصلحة، والحق أن الحكمة لا تقتضيه
وقد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب
من أشياء تؤذي في الظاهر يقصد بها المصلحة
فلعل هذا من ذاك
- ثانيًا
وللمالك التصرف بالمنع والعطاء
فلا وجه للاعتراض عليه
- ثالثًا
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم
{لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل، يقول: دعوت فلم يُستجب لي}
مسند الإمام أحمد
- رابعًا
فربما يكون في مأكولك شبهة
أو قلبك وقت الدعاء في غفلة
أو تُمنع حاجتك لذنبٍ ما صدقت في التوبة منه
فابحث عن بعض هذه الأسباب لعلك توقن المقصود
- خامسًا
فربما كان في حصوله زيادة إثم
أو تأخير عن مرتبة خير
فكان المنع أصلح
وقد رُوي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو
فهتف به هاتف: إنك إن غزوت أُسرت، وإن اُسرت تنصّرت
- سادسًا
وهذا هو الظاهر، بدليل أنه لولا هذه النازلة
ما رأيناك على باب اللجأ
فالحق عز وجل عَلِم من الخلق اشتغالهم بالبر عنه
فلذعهم من خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه يستغيثون به
وهذا بحد ذاته من النعم في طي البلاء
*تفصيل
بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن مستجاب الدعوة دائماً
ولكنه وضح كيفية الاستجابة،
قال عليه الصلاة والسلام:
(ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل به دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها) قالوا: إذا نُكثّر. قال: (الله أكثر).
صحيح المسند 421
إما بإجابة الطلب في الدنيا
أو تأجيله إلى الآخرة
أو يُدفع عن المؤمن من البلاء ما يوازي دعاءه
ولذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول
(إني لا أعوّل همّ الإجابة، ولكني أعوّل همّ الدعاء)
لذلك يجب على المؤمن أن لا يعجز من الدعاء
واعلم إن لم تر ما تطلبه يتحقق، أن الله قد ادّخر لك ما هو أفضل
==
من كتاب: صيد الخاطر
ابن الجوزي رحمه الله